("جيدكو".. 50 عاماً في دعم المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة)..

الدكتور بسام الزعبي
تحتفل المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكو)) بذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسها، وهي ترسم ملامح المستقبل من خلال تنفيذ خطة استراتيجية محددة المعالم والأهداف للأعوام 2022 – 2025، تقوم على تقديم المنح لبعض المشاريع لكي تبدأ أو تزداد قوة، وتقدم الدعم الفني لمشاريع أخرى لكي تتقدم وتتطور، إلى جانب مساندة ومتابعة إدارية لضمان حسن التنفيذ والنجاح، للوصول بكافة تلك المشاريع إلى التنمية المستدامة التي تضمن نجاحها وفائدتها للمجتمعات المحيطة.
(جيدكو) اليوم تطور استراتيجيتها في العمل والإدارة، حيث أجرت تحديثات مختلفة بهدف زيادة قاعدة المستفيدين من خدماتها ودعمها، من خلال توسيع عدد ونوعية البرامج التي تقدمها، ومن خلال التوسع في الشروط والمزايا الخاصة بالشركات لتشمل أكبر شريحة يمكنها الاستفادة من المنح والدعم.
وستركز استراتيجتها على محاور رئيسية هي؛ التعافي الاقتصادي، المنشآت الذكية، التحول الرقمي، المنشآت الخضراء، شهادات الجودة والمطابقة، ودعم المشاريع الريفية، إذ أن دعم الشركات لتحقيق النجاح من خلال هذه المحاور؛ سيكون له أثر كبير على الشركات والمجتمعات التي ستستفيد من الدعم المالي والفني الذي تقدمه (جديكو).
(جيدكو) في عامها الـ 50 أعادت توثيق علاقاتها مع العديد من المؤسسات الدولية المانحة التي تعمل على دعم مشاريع تنموية في الأردن، وقد وجدت تلك الجهات في (جيدكو) الشريك الأمثل لتنفيذ تلك المشاريع، حيث تتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) في مجالات الدعم للمزارعين والأسر الريفية وتمكين المجتمعات الريفية والمرأة والشباب، ومع الوكالة الهولندية للتنمية بمشروع زراعي حول الاستخدام الأمثل للمياة وفي مجال التنمية الحضرية، ومع الاتحاد الأوروبي في مشروع التنمية الاقتصادية الريفية والتشغيل، فيما سيكون لها دور في صندوق دعم الصناعة الذي يموله البنك الدولي لتطوير الشركات الصناعية في عدة محاور تساهم في تعزيز مكانتها عالمياً من خلال زيادة صادراتها.
وفي جانب تعزيز مكانة الأردن، تستضيف (جيدكو) نهاية الشهر القادم (القمة العربية الأولى للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة) بالتعاون مع (الاسكوا)، كما تستضيف (الاجتماع الإقليمي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط للمشاريع الصغيرة والمتوسطة) بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وهذا يشير إلى مدى الاحترام والثقة التي تتمتع بها (جديكو) بين المنظمات الدولية، وهذا ما يجعلنا نطالب بالمزيد من الدعم لها لتواصل نجاحاتها في خدمة كافة فئات المجتمع الأردني.
الشراكة الحقيقة بين القطاعين العام والخاص التي تمثلها (جيدكو)، تمثل قصة نجاح حقيقية رغم الميزانية المتواضعة جداً التي تحصل عليها، ومن المفروض التوسع في دعمها لتزيد قدراتها على خدمة أوسع شريحة ممكنة من المستهدفين لديها، فقد أصبحت المشاريع التي تدعمها قصص نجاح حقيقية على أرض الواقع، وتشغل أيدي عاملة من مختلف الاختصاصات، كما أنه من المفيد إعادة مهمة الترويج للصناعات الأردنية إليها؛ بعد أن نجحت في تنظيم الكثير من النشاطات والفعاليات المتميزة للتعريف بالأردن وقدرات شركاته في كافة القطاعات على المستوى الداخلي والخارجي.
(جيدكو) قدمت خلال سنوات عمرها الـ 50 الدعم لأكثر من 10 آلاف منشأة اقتصادية، إلى جانب دعمها للمجتمعات الريفية في القرى والمدن من خلال مشاريع ساهمت في رفع المستوى الاقتصادي للأسر والشباب، وهي قصة نجاح لمؤسسة حكومية تستحق الدعم المادي والمعنوي على كافة المستويات من أجل مواصلة نجاحاتها في المساهمة بالتنمية الشاملة.

01-أيلول-2022 11:15 ص

نبذة عن الكاتب